کد مطلب:256433
شنبه 1 فروردين 1394
آمار بازدید:353
هذا الکتاب
بسم الله الرحمن الرحیم
نقدم فی هذا الكتاب موجزا لحیاة الامام أبی الحسن الهادی علیه السلام، و استعراضا لبعض ما ورد من كلامه و مواعظه، و نختمه بكلمات العلماء و العظماء فی الاشادة به علیه السلام، و الاعتراف بفضله، و اكبارهم لمقامه.
و جدیر بالأمة الاسلامیة أن ترجع الی أئمة أهل البیت علیهم السلام، میممین شطرهم، آخذین بتعالیمهم مؤتمرین بأوامرهم، منتهین بنواهیهم، فهم بن الحدیث (السفینة التی من ركبها نجا، و من تخلف عنها غرق و هوی، و الثقل الذی خلفه الرسول الأعظم صلی الله علیه و آله و سلم بین ظهرانی الأمة).
و قد أرادهم الله و الرسول حكاما علی الخلق، و ساسة للعباد، و أمراء علی المسلمین، ولكن الأمة أخرتهم عن مقامهم، و أزالتهم عن مراتبهم التی رتبهم الله و رسوله فیها، فأخطأوا حظهم، و لم یصیبوا رشدهم، و قد حصدوا غب ما زرعوا، فها هی الانقسامات بین المسلمین، و تفرقهم الی مذاهب و نحل، و قد أرادهم الحق تبارك و تعالی أمة واحدة (ان هذه أمتكم أمة واحدة و أنا ربكم فاعبدون) [الأنبیاء: 92].
و اذا كان السلف دفعته المطامع و حب الرئاسة والسلطان، فنحی أئمة أهل البیت علیهم السلام عن منصة الحكم، و دفعهم عن قیادة الأمة، فما هو عذر المسلمین الیوم و قد تركوا تعالیمهم، و دانوا بغیر مذهبهم، و أخذوا بقول من هو دونهم فی العلم والمعرفة، و تفهم الكتاب و السنة.
[ صفحه 208]
فلیس من تفسیر للبعد عن الأئمة علیهم السلام و تعایمهم الا الجهل، و العناد لله و الرسول صلی الله علیه و آله و سلم.
جمع الله الأمة الاسلامیة علی حبهم، و الأخذ بتعالیمهم، والاستنان بسنتهم (و من یرغب عن ملة ابراهیم الا من سفه نفسه و لقد اصطفینه فی الدنیا و انه فی الأخرة لمن الصالحین) [البقرة: 130.]
[ صفحه 209]